دمعة عضو فضى
عدد الرسائل : 477 العمر : 37 المزاج : تاريخ التسجيل : 24/04/2009
| موضوع: معجزة النبي عليه الصلاة والسلام في كثرة الطعام الأربعاء أغسطس 19, 2009 3:36 pm | |
|
طعام الواحد يكفي الاثنين ، وقد يكفي الأربعة في بعض الأحيان ،
لكن أن يسدّ حاجة الجمع الغفير من الناس ، فذلك لا يكون إلا وجها من وجوه المعجزات الربانية ،
التي أكرم الله بها نبيّه – صلى الله عليه وسلم - . وقد تكرّرت هذه المعجزة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أماكن مختلفة، ومناسبات متعددة ، كان منها يوم الخندق ؛
حينما أطعم ألف نفر من شاة صغيرة وصاع من شعير، فقد جاء في الحديث المتفق عليه
أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رأى جوعاً شديداً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى بيته، وأخرج جراباً فيه صاع
من شعير، وذبح شاة، وجهز هو وزوجته طعاماً، ثم دعا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، فلما رأى جابرٌ النبي
- صلى الله عليه وسلم – وبصحبته أهل الخندق فزع من ذلك المشهد ، وذهبت به
الظنون كل مذهب ، وقال في نفسه : كيف يمكن لهذا الطعام أن يكفي كل هذا الحشد ، فعلم النبي
- صلى الله عليه وسلم – ما يدور في نفس جابر رضي الله عنه فأخبره بألا ينزل القدر، وألا يخبز الخبز،
حتى يأتيه ويبارك فيه، ثم أكلوا جميعاً وشبعوا، والطعام كما هو. وفي غزوة تبوك أخذ الجوع من الصحابة كل مأخذ ، فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم –
في نحر رواحلهم ، فطلب منهم أن يأتوه بفضل أزوادهم – أي ما بقي من أطعمتهم - ،
فدعا فيه بالبركة، ثم قال: ( خذوا في أوعيتكم ) ، فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملؤوه،
فأكلوا حتى شبعوا ، وحملوا ما بقي ، متفق عليه، وهذا لفظ مسلم . ويوم الهجرة كان سبب إسلام أم معبد الخزاعية رضي الله عنها رؤيتها للنبي - صلى الله عليه وسلم –
وهو يمسح على ضرع شاةٍ هزيلة كانت لديها ، فامتلأ الضرع لبناً ، فشرب منه النبي – صلى الله عليه وسلم –
وسقى أبا بكر رضي الله عنه ، رواه الحاكم في المستدرك . وحين شكى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم –
من تحمّله ديون والده الذي استشهد يوم أحد ، وإلحاح الغرماء في طلب حقوقهم، جاء عليه الصلاة والسلام إلى بستانه،
ودعا له بالبركة في ثمره ، فقضى جابر دين أبيه، وبقي زيادة، والحديث في البخاري . وقد جاءت هذه المعجزة مكافأةً ربّانية لأحد الصحابة كان قد اقترض من النبي عليه الصلاة والسلام
شيئاً من الطعام ليقدّمه إلى ضيفه ، فظلّ يأكل منه زماناً هو وضيفه وهو على حاله لم ينقص منه شيء ،
فلما وزنه بدأ بالتناقص ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما حدث فقال له : ( لو لم تكله لأكلتم منه ، ولقام لكم )
أي : لاستمرّ عطاؤه دون انقطاع ، رواه مسلم . وتروي لنا عائشة رضي الله عنها ما يدلّ على بركة طعام النبي – صلى الله عليه وسلم –
في حياته وبعد مماته فتقول : " توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبدٍ
– تعني عدم وجود ما يصلح طعاماً - إلا شطر شعير في رفٍّ لي ، فأكلت منه حتى طال عليّ ، فكِلْتُه –
أي : وزنته - ، ففني " متفق عليه . وحينما استضاف أبو طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في بيته جاء عليه الصلاة والسلام
ومعه سبعون أو ثمانون من أصحابه، فدعا في الطعام، ثم طلب منهم أن يدخل منهم العشرة ليأكلوا
ثم يخرجوا ويأتي غيرهم ، حتى أكل الجميع وشبعوا من ذلك الطعام اليسير ، متفق عليه، واللفظ للبخاري . ويروي عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفرٍ
ومعه مائة وثلاثون رجلاً ، فقال لهم :: ( هل مع أحد منكم طعام ) فجاء أحدهم بصاعٍ من شعير فطبخه ،
ثم اشترى النبي - صلى الله عليه وسلم - شاة وأمر بطبخها ، فأكل منها كل من كان حاضراً ،
وبقي من الطعام شيء كثير ، متفق عليه. اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا محمد خير خلق الله دمعة
| |
|