دراسات حول المرح وروح الدعابة
ويشير العلماء إلى أن المرح وروح الدعابة توفر للمخ إجازة، ويشيع فى ألمانيا حاليا دورات تدريب على الضحك لمدة ثلاثة أيام، ويصف علماء الأعصاب الضحك بأنه كالعطس فعل معد.. ولكن الفارق بينهما أننا ننسى الضحك مع الوقت.. ودفع تخوف الكثيرين من أن ننسى الضحك ويغيب عن حياتنا لأن يؤسسوا نوادى الضحك، ويعد الضحك من أقدم الأصوات الصادرة عن الإنسان ولا يمكنه التحكم فيه أو توجيهه.
ويوضح الخبراء أن طريقة الضحك تكشف عن طبيعة الشخص، فالشخص العصبى يضحك بصورة مختلفة مثلا عن الواثق بنفسه ومن كان متكلفا ويستشعر ردعا داخليا ولا يفتح فمه لدى الضحك لا تصدر ضحكته بصوت ها.. ها.. ها وإنما هي.. هي.. هى ولو لاحظنا مثلا حشدا من الحاضرين بإحدى الحفلات لميزنا اختلاف ضحكة كل واحد عن الآخر، ورغم سهولة الضحك.. فإننا نصعب الأمر على أنفسنا.. فالطفل حين يبلغ 4 أشهر يضحك حين يدغدغه أحد ولدى بلوغه عاماً واحداً يكون إدراكه للدعابة قد تطور.
ويطلق العلماء وصف علم النفس الإيجابى على الاتجاه الجديد نحو إنعاش الضحك، وهو اتجاه ترعاه حاليا الولايات المتحدة ويقال إنه حتى الأربعينيات من القرن الماضى كانت ألمانيا رائدة فى مجال الاهتمام بالضحك والمرح والدعابة، ثم غاصت الضحكة فى الأعماق لفترة طويلة، ولم يكن العلماء الذين عكفوا على الاهتمام بالمرح والضحك يؤخذون مأخذ الجد، ويؤكد ذلك امتلاء رفوف المكتبات بأعداد هائلة من الدراسات التى تتحدث عن الاكتئاب، مقارنة بأعداد المؤلفات والأبحاث الخاصة بالفرح والضحك. ويعتمد النهج الجديد لتعزيز الاتجاه نحو الضحك على ما يعرف بالأسلوب الداعى إلى التفكير الإيجابى والذى يعمل على تعزيز القوى الداخلية للإنسان والتى تحول دون أن يسقط ضحية مرض أو حالة اكتئاب.
ويشير علماء النفس إلى أن المرح والضحك يستخدم فى عدد من أشكال العلاج النفسى والسلوكى وفى جلسات التدريب على الضحك تقول إحدى المدربات بنوادى الضحك: نحاول إعادة تعريف المشاركين بجسمهم من جديد فنقول إن روح الدعابة تكون بالجزء الخلفى للرقبة أو القفا وإذن نقوم بتدليل ذلك الجزء.
وتضيف: إن الدعابة والمرح تمنحنا حباً حين يخلق بهما.. إذن فلنقم بحركات دائرية للكتفين لإضفاء خفة الحركة على الجناحين كذلك فإن العادات تكون مترسخة، فلنقم بتغييرها كأن نسلم باليد اليسري.
ويبدأ المشاركون فى خفض التوتر والاسترخاء.. ويبدأ المعلم فى الصياح عاليا: أنا أسعد إنسان فى العالم و أنا أكثر إنسان تمتعا بالصحة ، ويهتف وراءه المشاركون بالدورة نعم.. نعم ويتتالى الضحك على غرار ما أرساه الطبيب الهندى مدان كاتاربا الذى أسس نوادى الضحك عام 1995 ويساعد ذلك فى تحريك عضلات البطن والقفص الصدرى وعضلات الوجه وترتفع المعنويات.
والضحك ظاهرة اجتماعية.. إذ لا يمكن للشخص أن يضحك وحده وبدون آخرين أو باعث على الضحك.. وهو لا يستطيع أن يدغدغ نفسه حتى يضحك.
ويلفت النظر ما توصل إليه أحد الباحثين الأمريكيين وهو روبرت بروفين ـ الأستاذ بجامعة ميرلاند فى بلتيمور ـ من أن هناك 1200 موقف يدفع الإنسان إلى الضحك، وأن 20% من معدل ضحكنا يرجع إلى مزاح أو نكات أو دعابة، وإنما يكون ميلنا أكثر للضحك لأسباب تتعلق بالحياة اليومية أو أمور غير مألوفة أو تافهة