مملكة أفس الأثرية
في موقع تل أفس الواقع الى الشمال من مدينة سراقب تتابع البعثة الأثرية الإيطالية من جامعتي
بيزا وروما حفرياتها الأثرية برئاسة البرفسورة ستيفانيا ماتسوني الأستاذة في قسم الدراسات التاريخية في جامعة بيزا.
وتشتمل أعمال التنقيب على الكيفية التي تم فيها الاستيطان في منطقة الموقع والتي تعود الى بداية
الألف الرابع قبل الميلاد، وقد كشفت التنقيبات الأثرية التي قامت بها البعثة طبقات أثرية تعود الى
الفترة الممتدة بين الألف الرابع والألف الأول قبل الميلاد، علما ان هذه الطبقات الأثرية التي تم
العثور عليها خلال عمليات التنقيب قد ألقت الضوء على الفترة الممتدة بين 1200– 700 قبل
الميلاد ما لفت أنظار الدارسين والباحثين الأثريين الى أهمية تل أفس الذي أضافت مكتشفاته حلقة
جديدة الى سلسلة الحضارة التاريخية المكتشفة في محافظة ادلب.
وأفس كلمة آرامية تعني الأذن وقد تحولت هذه المملكة من زعامة محلية إلى دولة آرامية كبيرة
حيث لعبت مملكة حزرق دورا سياسيا واقتصاديا كبيرا وقد حملت هذه المملكة عدة مسميات مثل
(أبسونا– حزرق وهتاريكا) وتعود أفس في قدمها إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
ترجع أهميتها الى موقعها الاستراتجي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وذلك على طريق
المواصلات في شتى العصور وتعد المكتشفات الأثرية فيها شاهد عيان على ذلك.
كانت مدينة أفس عاصمة لدولة أرامية كبيرة جدا فقد تحدث عنها المؤرخ العربي ابن القلاسي في
معرض حديثة عن احتلال قلعه أفس من قبل نور الدين عام 1153 م كما ذكرها ابن شداد بأنها من جند قنسرين.
وقد عثر فيها من قبل حملة فرنسية بقيادة القنصل هنري باتيون على نصب زكور الحجري، حيث
أقيم هذا النصب كما ذكر المؤرخون من قبل زكور ملك حماة الذي أقامه في آفس تكريما للرب
ألورد في كلمات شكر للمساعدة التي قدمها له الرب بعل شامين في دفاعه عن القلعة ضد التحالف
الآرامي بزعامة ملك دمشق بارحدد، وشارك في هذا التحالف آغوس وملك غنقي وجرجوج وقد
هزم هذا التحالف بمساعدة آشورية.
وكما ورد ذكر آفس في نص بانينو في أوغاريت باسم أبسو كما ورد ذكرها في نصوص إيبلا باسم إيزو.
وقد زادت أهمية آفس الأثرية كموقع بعد زيادة الاكتشافات الأثرية التي وجدت فيها بعد أن بدأت
بعمليات الحفر والتنقيب من قبل بعثة أثرية إيطالية بقيادة عالم الآثار الإيطالي البروفيسور باولو
ماتيه عام 1970 وفي عام 1986 جرى مشروع تنقيب مشترك بين جامعات بيزا وبولونيا وروما
الإيطالية برئاسة عالمة الآثار الدكتورة ستيفانيا ماتسوني المشاركة في قسم الدراسات التاريخية
في جامعه بيزا الإيطالية ولاتزال أعمال التنقيب مستمرة حتى الآن.