رنين الزمرد :: مشرفة عامة ::
عدد الرسائل : 336 العمر : 42 المزاج : تاريخ التسجيل : 19/05/2008
| موضوع: ( آيــــــــــــــة ) الأحد مايو 25, 2008 2:24 am | |
| في مدينة صغيرة جميلة نائية تزدهر بالحقول الرائعة والبساتين الجميلة تنبعث منها رائحة الحقول الخضراء تزينها أشجار الفاكهة والحمضيات وأشجار الصنوبر تنبعث منها رائحة أزهار أشجار الفاكهة اللذيذة والشهية كان يعيش فيها عائلة صغيرة يغمرها الحب والحنان والسعادة تتكون من الأب والأم وطفلين صغيرين صبي وفتاة جميلين جدا كانت تعيش هذه العائلة في منزل صغير يطل على الوادي ذا منظر رائع خلاب تنبعث من ذلك المنزل رائحة أزهار الياسمين البلدي ورائحة الزهور العطرة التي كانت تزين أرجاء المنزل كان الطفلان يحبان بعضهما حبا لا يوصف لدرجة إذا غاب الصبي عن الفتاة حزنت حزنا شديدا وتبقى حزينة مكتئبة إلى أن يعود وعندما تراه قادما من بعيد تدمع عيناها باسمة من الفرح الشديد لعودته وإن غابت الفتاة عن الصبي أيضا ينتابه نفس الشعور بالحزن الشديد إلى أن تعود أخته وعندما يراها يسرع إليها بدمعة تنهمر من عينيه باسما من الفرحة والسعادة الكبيرة بقدومها وكانت الفتاة تكبر الصبي بسنتين ورغم ذلك كان الحقد والغيرة خالية من حياتهما عاشا بحب وسعادة كبيرة إلى أن أصبحا شابين وقد أصبحت الفتاة في سن الزواج فجاء اليوم الذي أتى فيه ذلك الشاب الذي تقدم للفتاة وتزوجت وذهبت إلى زوجها ورغم ذلك لم يفترقا الأخوين عن بعضهما فظل الأخ يزور أخته بشكل دائم فجاءت الفرحة الكبرى بأن تزف الفتاة الخبر السعيد بحملها المنتظر وفرح الأخ فرحة لا توصف وكان ينتظر قدوم ذلك المولود الجميل بفارغ الصبر وجاء الموعد المنتظر وولدت الأخت فتاة صغيرة وكانت المولودة فائقة الجمال فطلبت الفتاة الأذن من زوجها بأن يختار أخوها أسم الطفلة فوافق الزوج بدون تردد وفي المساء جاء الأخ إلى بيت أخته ليرى الطفلة وحملها بين ذراعيه وضمها إلى صدره بحب كبير مرددا تعالي إلى أحضان خالك أيتها الغالية يا ابنة الغالية فقالت الفتاة لأخيها : لقد أخذت الأذن من زوجي بأن تختار أنت أسم الطفلة فهيا يا أخي العزيز أختر لنا اسم جميل فرد الشاب بلهفة كبيرة ( آية ) قالت الأخت لماذا : قال الأخ لأنها آية من الجمال فسوف نسميها ( آية ) فرحت الأخت باسم أبنتها وسميت الطفلة باسم ( آية ) وحظيت الطفلة من قبل الجميع بحب كبير لا يوصف فراح الخال يحضر الهدايا والألعاب لابنة أخته المدللة والمحبوبة ( آية ) وقد أحبها حبا شديدا وكان يحضر إلى بيت أخته بشكل يومي حتى يلاعب الطفلة ( آية ) وكبرت ( آية ) وأصبح عمرها ثلاث سنوات وقد تعلقت ( آية ) بخالها تعلق شديدا وفي أحد الأيام جاء الخال ليرى ( آية ) ولكثرة أشغاله تلك الليلة ودع الخال ( آية ) وخرج من المنزل فلحقت به ( آية ) إلى الشارع وهي تنادي ( خالوووو خالوووو ) فالتفت الخال إلى الوراء وإذا بسيارة مسرعة قادمة وكادت أن تصدم ( آية ) فأسرع الخال بسرعة هائلة لينقذ ( آية ) الغالية وقد نجح الخال بقدرة من الله عز وجل بإنقاذ ( آية ) ولم تصاب بأي خدش أو أذى . فإذا بالسيارة تصدم الخال وترميه على بعد عدة مترات من مكان الحادث , نقل الخال إلى المشفى وعولج ولكن كان الحادث مؤلما جدا وقويا فقد أصيب الخال بشلل في ساقيه لا يستطيع السير وبات أسير لكرسي متحرك يتنقل من خلال هذا الكرسي المتحرك . فحزنت الأخت حزناً شديداً على أخيها الذي أصبح مقعداً فأخذت تفكر بأنه لن يأتي إلى زيارتها مثل الأول بشكل دائم كما كان قبل الحادث , ومن شدة حزنها كرهت الأم الطفلة وحقدت عليها وبات كره الوالدة يكبر ويتفاقم يوم بعد يوم وراحت الأم تعامل الطفلة بحقد وجفاء ويوم وراء يوم أصبحت الأم لا تطيق رؤية ابنتها أمام عينيها ولكن الخال لم يتغير أي شيء من اتجاه ابنة أخته المدللة ( آية ) فظل يأتي كل ما تسنى له الوقت لرؤية ( آية ) ويداعبها ويلاعبها وظل يحضر لها الهدايا والألعاب مثل الأول بل وأكثر كبرت الطفلة وصار عمرها 7 سنوات ودخلت المدرسة وصار الخال هو الذي يدرسها وفي أحد الأيام تعرف الخال على فتاة محترمة تقية حنونة رقيقة المشاعر فأحبها الخال وطلبها للزواج فوافقت ولم تتردد ولم تأبه إلى ما هو عليه فتزوجا وعاشا في سعادة كبيرة ومرت الأيام وحملت الزوجة ولم ينقطع الخال عن زياراته لبيت أخته الغالية ومداعبته للغالية ( آية ) وفي أحد الأيام جاء الخال إلى بيت أخته سعيدا والفرحة تغمره والدموع تنهمر من عينيه وزف لأخته ذلك الخبر المفرح بأن الله رزقه بمولود ذكر . فرحت الأخت كثيرا لسماعها ذلك الخبر السعيد وباركت له وقالت ماذا ستسميه يا أخي العزيز : صمت قليلا ولم يتكلم فحمل الخال ابنة أخته المدللة بين ذراعيه وقال لها : لقد صار لديك الآن أخاً صغيراً فأريد منك أن تحبيه كما أحبتني أمك دائما فما رأيك يا ( آية ) ماذا نسميه : تبسمت ( آية ) وقالت سوف نسميه ( براء ) وسوف أشتري له هدية صغيرة وسوف نأتي أنا وأمي لبيتكم لزيارتكم . ومرت الأيام وأحبت ( آية ) أبن خالها ( براء ) حباً شديداً , وفي كل يوما بعد خروجها من المدرسة كانت ( آية ) تذهب إلى بيت خالها لرؤية ( براء ) وتلاعبه قليلا ثم تذهب إلى البيت , ومرت الأيام حتى صار عمر ( آية ) أثنا عشرة سنة وعمر ( براء ) خمس سنوات . وفي أحد الأيام عندما خرجت ( آية ) من المدرسة توجهت إلى بيت خالها فلمحت من بعيد أبن خالها ( براء ) يلعب أمام باب المنزل وقد خرج إلى الشارع العام وفي هذه الأثناء جاءت تلك السيارة المسرعة وكادت أن تصدم ( براء ) ولكن عندما رأت ( آية ) ذلك هبت مسرعة إلى براء ورمت به بعيدا عن السيارة . لم يصب ( براء ) بأي أذى ولكن السيارة المسرعة صدمت ( آية ) ورمت بها بعيدا ونقلت ( آية ) إلى المشفى على أثر ذلك الحادث وكان هناك بعض الشهود من الحي وقد ذهلوا لما شاهدوه أمام أعينهم وكيف ( آية ) أنقذت ( براء ) ذهبت العائلة إلى المشفى لرؤية ( آية ) وكانت ملطخة بالدماء ولم تحرك ساكن فقد كانت غائبة عن الوعي . وروى الشهود لعائلة ( آية ) ما شاهدوه وقالوا واصفين ( آية ) بأنها آية من الجمال والأخلاق وطيبة القلب والحنان الذي يملئ قلبها على أبن خالها فقد رمت بنفسها أمام السيارة كي تنقذ الصبي الصغير , وقفت الأم صامتة دون كلام تفكر بما فعلت أبنتها ولماذا فعلت ذلك , قرر الأطباء العملية على الفور فأدخلت ( آية ) إلى غرفة العمليات وأجريت لها العملية وخرجت من غرفة العمليات وقد قال الأطباء بأنها قد أصيبت في كسر في الصدر والرأس ونزيف في الدماغ وأنهم استطاعوا وقف النزيف والحمد الله ولكن لا يعلمون ما الذي سيجري بعد أن تصحا ( آية ) من المخدر . وبقي الأهل قرب ( آية ) ولم يذهب أحد منهم وفي صباح اليوم التالي استيقظت آية من المخدر وعندما فتحت عينيها وأخذت تجول بنظرتها في أرجاء الغرفة فشاهدت الجميع إلى جانبها وكانت أول كلمة نطقت بها هي ( براء ) كيف حاله فقال الخال : انه بخير يا حبيبتي ولكن المهم هو أنت كيف حالك ؟ نظرت ( آية ) إلى أمها وكانت تعلم أن أمها تكرهها وتحقد عليها بسبب الحادث الذي سببته في صغرها لخالها مدت يدها نحو أمها تطلب منها القدوم إليها , نظرت الأم إلى أبنتها وقالت : لما فعلتي ذلك يا آية ؟ قالت ( آية ) لقد وفيت جزء صغير من التضحيات التي قدمها لي خالي , فأنا لم أنسى يا أمي ما قدمه لي خالي من حب وحنان وعطف والذي قد حرمتني إياه أنت بسبب الحادث الذي سببته أنا في صغري لخالي وأعلم جيداً أنك لا تحبينني ولكن تأكدي يا أمي فأنا لطالما أحببتك , وأنا الآن رددت جزء صغير من تلك التضحيات وسوف أموت الآن وأنا مرتاحة الضمير وداعاً يا أمي الغالية , نطقت ( آية ) تلك الكلمات وفارقت الحياة , ارتمت الأم على ابنتها تضمها بقوة إلى صدرها وتنادي بأعلى صوتها ( آية آية ) لماذا يا حبيبتي لا ترحلي لا ترحلي فأنا من فعلت بك هذا وأنا من قضت عليك وحزنت الأم حزناً شديداً وقد ندمت على كل كلمة قاسية كانت تقولها لأبنتها وكل تصرف سيء ووحشي كانت تتصرفه مع أبنتها . هذه القصة من تأليفي الخاص اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم
| |
|
الأسير عضو جديد
عدد الرسائل : 24 المزاج : العمل : تاريخ التسجيل : 14/05/2008
| موضوع: رد: ( آيــــــــــــــة ) الخميس يونيو 12, 2008 8:06 pm | |
| بارك الله فيك أختنا رنين الزمرد على هذا الموضوع الرائع جد مجهود جيد وتشكرين عليه واتمنى ان يعتبر كل من قرأتلك القصة المؤثرة دمتم بخير دائما وابد | |
|
الأسير عضو جديد
عدد الرسائل : 24 المزاج : العمل : تاريخ التسجيل : 14/05/2008
| موضوع: رد: ( آيــــــــــــــة ) الخميس يونيو 12, 2008 8:18 pm | |
| والله تأليف رائع وموهبة جيدة قصة جميلة على فكرة التعليق السابق كان لموضوع اخر بس كيف اجا لهون مابعرف في مثل يقول كما تدين تدان قصة مفيدة ورائعة وان شاء نتعلم منها دمتم بخير دائماًوأبدً | |
|